( كل يوم قصة ) وين ضيع القرد صاحبه –
للكاتب / نبيل حريبي الكثيري
قصتنا اليوم عن قرد وصاحبه ضاعوا قبل عشرات السنين في إحدى الحارات الدمشقية القديمة حيث كان القرد وصاحبه يقدمون استعراضات بهلوانية وفي ذات يوم هرب القرد من صاحبه ودخل إحدى أزقة دمشق ولحق به صاحبه، فضاع القرد وضاع صاحبه لكثرة الزنقات والتعرجات والتقاطعات فيه، لذلك أطلقوا على ذاك الزقاق الذي ضاع فيه القرد وصاحبه زقاق: “مطرح ما ضيع القرد ابنه”.
حقيقة الحال لا أعلم هل تم لم الشمل للقرد وصاحبه وان تم فمن منهم الذي عثر على الآخر، ام لين الحين ما محصلينهم، ما علينا .. ما هذا موضوعنا فنحن شباب جيل الثمانينيات كنا نصل إلى هدفنا بسهولة ويسر إلى اهدافنا عن الجيل الحالي والذي سبقه وسبقه ففي ذلك الوقت كانت الشوارع واضحة المعالم ومحددة الاتجاهات شارع ذهاب توجد فيه حارتين او ثلاث بالكثير وشارع إياب على نفس الشاكلة او شارع هو ذاته ذهاب واياب بالنسبة للشوارع الداخلية، أما الان فحدث ولا حرج نجد في بعض الشوارع سته إلى سبعة حارات وفيها تفرعات يعني مو القرد او صاحبه بيضيع حتى لو جابوا عائلة القرد كاملة بيضيعوا وحتى الجوجل ماب ما بينفعهم لانه ذاته ضائع عنه صاحبه.
الضياع ليس فقط في الشوارع بل انه وصل إلى العلاقات الإنسانية فقد أصبحنا ضايعين وتائهين في مئات وربما الاف من العلاقات مع أناس وبشر معظمهم لم نراهم بالعين المجردة من قبل، فقط نتواصل معهم عن طريق مواقع التواصل اللا اجتماعي المختلفة وحتى من يسعدنا الحظ بان نراهم في يوما ما لسبب ما يصيبنا التوتر والملل لوجود عدم انسجام واضح بيننا وبينهم عكس الانسجام والتفاهم الذي يسود بيننا وبينهم في مواقع التواصل عن بعد، هنا نتأكد تماما ان القرد ضيع صاحبه عامدا متعمدا لعدم وجود الانسجام بينهم.
ما شاء الله تبارك الرحمن قصة جدا جميلة اشكرك استاذي الكريم نبيل الكثيري