في يوم ميلاده الـ 67.. إليك أبرز النساء بسيرة الفنان كاظم الساهر الفنية
يحتفي عشاق المطرب العراقي كاظم الساهر وجمهوره، اليوم الخميس 12 سبتمبر/ أيلول، بذكرى يوم مولده السابع والستين، فالساهر المولود عام 1957،
يمثل حالة فنية فريدة ومدهشة، منذ انتشاره الفني، عراقيًّا أولًا منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وعربيًّا ثانيًا بعد عشر سنوات من ظهوره الفني على الساحة.
الشهرة الغنائية التي حققها الساهر في سنواته الخمسة عشر الأولى، ظلت تدور في فلك الغناء الشعبي العراقي والخليجي، مع أعمال قليلة بلهجات أخرى كاللبنانية والمصرية،
فالساهر مع احتفائه بميلاده السابع والستين اليوم، يستعيد أربعين عامًا من الحضور الفني الرسمي، بألبوم “شجرة الزيتون” الذي صدر عام 1984،
وفي كل هذه الأعمال، كانت موسيقاه هي عرابة حضوره الغنائي، اعتمادًا على كلمات كتبها رفاق رحلته الفنية تواليًا: أسعد الغريري، وعزيز الرسام، والراحل كريم العراقي (1955 – 2023).
*أطلق الشاعر نزار قباني لقب “القيصر” على كاظم الساهر
الساهر الذي أطلق عليه الشاعر الراحل الكبير نزار قباني (1923 – 1998) لقب “القيصر”، بنى مداميك مشروعه الفني المختلف عن مجايليه، على القصائد الفصحى،
وما زال وفيًّا لها، مبحرًا في قصائدها ومفتشًا عن بوح رومانسي خفي بين سطورها، لذا منذ أن قدم رسميًّا قصيدة (اختاري) من (كلمات نزار قباني 1994)،
قرر أن يبقى وفيًّا لمشروعه الذي كان يحلم فيه منذ أن خطا أولى خطواته الفنية، بدليل تقديمه لقصيدة (لو كان) من (كلمات أسعد الغريري) في ألبومه الغنائي الأول،
فكانت قصيدة “اختاري” وكأنها تنبئ بولادة مطرب، له ثلاثون عامًا منذ أن غناها، يجر الجمهور معه إلى بساتين القصيدة الفصحى المليئة بالغزل، حتى صارت “الأغنية القصيدة” مرتبطة باسم الساهر،
فلا ينجو أي مغنٍ آخر من فخ المقارنة مع المطرب العراقي في هذا اللون، الذي يعد مُعلّمًا فيه لا يضاهيه أحد.
ارتكز الساهر في قصائده الغزلية على بوح مشاعر وأحاسيس شاعره الأثير نزار قباني، وغنى خلال مسيرته من شعراء آخرين،
مثل: محمد بن راشد آل مكتوم، وكريم العراقي، وفاروق جويدة، وحمدان بن راشد، ومانع سعيد العتيبة، وأسعد الغريري، وحسن المراوني، وغنى من كلماته أيضًا وكلمات شعراء عامية كثيرين،
لا مجال لحصرهم، ومنهم:
محمد جبار حسن، وداوود الغنام، وكاظم السعدي، وعبد الوهاب محمد، وطلال الرشيد، وأسير الشوق، وعبدالرحمن بن مساعد، وبدر بن عبد المحسن،
فكان الغزل هو بوصلته التي أجاد تصويب سهامها إلى قلوب عشاق صوته وفنه ووجدانهم، فتربع على عرش الرومانسية مطربًا لها بدرجة عاشق.
*قدم كاظم الساهر سبع أغنيات من كلمات شاعرات نساء في مسيرته الفنية
ولكن اللافت في مسيرة الساهر الفنية، التي قدم خلال أربعين عامًا ما يزيد على 300 أغنية، خاطب في معظمها المرأة،
أنه لم يستعن في أغانيه الغزلية بأي من قصائد النساء الشاعرات اللواتي تمتلئ بهن الساحة الأدبية، إلا فيما ندر.
ومن بين كل أغانيه، غنى الساهر إحساس المرأة الشاعرة سبع مرات فقط، بدأت عام 2008 مع أغنية “هات حضنك” للشاعرة د. نشوى جرار في ألبوم “صور”،
وأتبعها بتجربة ثانية مع الشاعرة ذاتها في العام التالي بأغنية “نمت وحلمت” في ألبوم “الرسم بالكلمات”، قبل أن يطرح في ألبومه “لا تزيديه لوعة” الصادر عام 2011، قصيدة “وماذا بعد؟” من كلمات الشاعرة د. حنين عمر،
وفي عام 2018 قدم أغنية “نحنا ما بدنا شي” من كلمات الشاعرة سهام الشعشاع، والأغنية كانت شارة مسلسل “الواق واق”.
غاب الساهر عن الغناء للشاعرات اللواتي يزركشن مسيرته الفنية بأشعارهن وكلماتهن ست سنوات كاملة،
ليقدم هذا العام في ألبومه الذي حمل عنوان “مع الحب”، ثلاث قصائد دفعة واحدة، اثنتين من كلمات الشاعرة دارين شبير، هما “لا تسألي”، و”رقصة عمر”، وقصيدة “مررت بصدري” للشاعرة جمانة جمال،
التي أحدثت ثورة في أغاني الساهر، إذ روت الشاعرة حكاية قصيدتها بلسان رجل بحرفية بارزة، فكانت “القصيدة/ الأغنية” الأكثر شهرة بين أعمال ألبوم الساهر الأخير.
من هو شاعر المرحلة المقبلة في مسيرة كاظم الساهر الفنية؟
والعارف بفن ومسيرة كاظم الساهر، يجد أنه يجدد من جلده الفني كل عشر سنوات تقريبًا، باحثًا عن الأشعار الجديدة المليئة بالمخيلة الخصبة التي تعيش قصصها وحكاياتها مدى الدهر، فخلال ما يزيد على أربعين عامًا،
اختار كاظم الساهر شاعرًا، رافق مسيرته الفنية، وطبعت قصائده ملامح كل مرحلة، ففي المرحلة الأولى كان الشاعر أسعد الغريري، من وضع مداميك مشروع الساهر الفني،
تلاه في المرحلة الثانية الشاعر عزيز الرسام، الذي قدم مع الساهر أغنيات خالدة لا تنسى، أما المرحلة الثالثة، فرافقه فيها الشاعر كريم العراقي، الذي شكل مع الساهر مرحلة الانتقال من الأغنية الشعبية إلى القصيدة،
وسانده بأعمال غنائية من المنطقتين، وكانت المرحلة الرابعة من نصيب الشاعر نزار قباني، وهي المرحلة التي شهدت التحول الجذري في مسيرة كاظم الساهر رسميًّا،
من خلال تقديمه للقصيدة الغنائية الفصحى، التي صار ناطقًا باسمها بجدارة واستحقاق.
ولكن الساهر الذكي موسيقيًّا وفنيًّا، لم يترك نفسه أسيرًا لأي مشروع ومرحلة، بل كان ينتقي النصوص الغنائية الزاخرة بالأفكار الناضجة لغة ومعنى،
سواء أكانت قصائد أم أغنيات شعبية، سواء أكتبها شعراء مراحل مشواره الفني أم سواهم، ومنهم (كاظم الشاعر نفسه)، ويقدمها ضمن مسيرته الفنية، فكان يسير ضمن طريق واضح المعالم وفيًّا لمشروعه الموسيقي،
ولكن السؤال الذي يخطر ببال عشاق “القيصر” اليوم، من هو الشاعر الذي سيرافقه في مرحلته الفنية والموسيقية الجديدة، خاصة بعد أن قال عقب نجاح ألبومه الأخير،
أنه يبحث عن نصوص أغنيات تشبه مشروعه الفني، وبذات الوقت تخاطب الجيل الجديد؟