“مايكروسوفت” ثورة الذكاء الاصطناعي ترفد مصر بمليارات الدولارات
مصر تجهّز أكثر من 2.5 مليون شاب تكنولوجياً في 500 مركز
في زمنٍ تتسارع فيه خطوات التكنولوجيا نحو مستقبل غير مسبوق، يقف العالم عند عتبة تحول هائل يقوده الذكاء الاصطناعي.
تجاوز الاسم مجرد كونها أداة، ليتحول إلى بوابة لفرص اقتصادية وتنموية واسعة، ولكنه يثير في الوقت ذاته تساؤلات حول الخصوصية وأمان البيانات، وكيف يمكن لهذه التقنية القوية أن تخدم الإنسان دون أن تتعدى على حقوقه.
وسط هذا التحول، يتضح أن تحقيق أثر اقتصادي مستدام يتطلب أكثر من تطوير التقنية ذاتها؛ بل يستلزم شراكة حقيقية تجمع بين الحكومات، المؤسسات الأكاديمية، والقطاع الخاص.
هذه الشراكة تهدف لبناء قاعدة من الكفاءات الشابة التي ستصبح الجسر إلى عصر جديد، حيث يندمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية بشكل آمن ومسؤول.
مدير عام مايكروسوفت مصر، ميرنا عارف، قالت لـ “العربية Business”، إنه بينما يتسارع العالم نحو مستقبل تقوده قدرات الذكاء الاصطناعي، تتجلى تحديات جديدة تتعلق بحماية الخصوصية وأمان البيانات الشخصية.
وفي هذا السياق المعقد، تأخذ مايكروسوفت زمام المبادرة في قيادة النقاش العالمي حول الذكاء الاصطناعي المسؤول.
شركات
ذكاء اصطناعي”وكلاء الذكاء الاصطناعي”.. أدوات ينشئها الزبائن بأنفسهم من “مايكروسوفت” وأضافت ميرنا عارف،
أن مايكروسوفت لا تقتصر على كونها مزوداً للتكنولوجيا فحسب، بل أصبحت طرفاً أساسياً في وضع ممارسات مبتكرة تضمن أن تكون هذه التقنيات، رغم قوتها الكبيرة، في خدمة المجتمع وتلتزم بأعلى معايير الأمان والخصوصية.
و أشارت إلى أن التحول إلى اقتصاد الذكاء الاصطناعي في مصر يتطلب تعزيز الشراكات مع شركات التكنولوجيا العالمية.
وإنشاء مراكز للابتكار لتشجيع التعاون بين الأكاديميين والمؤسسات والشركات الناشئة، مما يسهم في خلق بيئة محفزة للأفكار ويعزز ثقافة الابتكار.
و أوضحت أن الذكاء الاصطناعي يُعتبر من أهم التقنيات التي تعيد تشكيل العالم من حولنا، حيث يساهم في تقديم حلول مبتكرة للتحديات اليومية، مما يعزز من النمو الصناعي والاجتماعي بشكل غير مسبوق.
وفي مصر، تتوقع الدراسات أن تسهم هذه التكنولوجيا في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 42.7 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما يمثل 7.7% من الاقتصاد الوطني.
استخدام محلي
ولفتت إلى أن الحكومة المصرية أطلقت العديد من المبادرات الرقمية مثل “مصر الرقمية” و”الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي”.
كما تسهم الشراكات الاستراتيجية مع وزارة الاتصالات والمعلومات والمؤسسات الأخرى في تحويل الرؤى إلى واقع
ملموس، حيث توفر مايكروسوفت مجموعة من الحلول المتقدمة مثل Azure AI وAzure OpenAI Service وMicrosoft Copilot.
وبحسب عارف، فإن وتيرة تبني المؤسسات المصرية في القطاعين العام والخاص لتقنيات الذكاء الاصطناعي تتزايد، مما يعكس رغبتها في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز القدرة التنافسية في السوق العالمية.
وكما يحرص مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء على دمج الذكاء الاصطناعي في عملياته،
مما يُساعد على تحليل البيانات بدقة عالية، وتمكين صناع القرار من استباق التحديات المستقبلية.
والأكثر من ذلك، يعتمد القضاء المصري على حلول Azure AI لتسهيل الإجراءات القانونية، مما يُعزز من فاعلية اتخاذ القرار.
وجهة للتكنولوجيا
وصرحت “عارف” أن مصر تُعتبر وجهة جذابة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بفضل تواجد مجموعة متميزة من الشباب الموهوبين المتحمسين للابتكار.
كما أن التركيز الاستراتيجي للحكومة على التحول الرقمي والاستثمار في تطوير البنية التحتية التكنولوجية يعزز من مكانتها كمركز رئيسي للتقدم التكنولوجي.
كما تشهد ريادة الأعمال نمواً ملحوظاً، حيث تبرز القاهرة والإسكندرية كنقاط جذب للمستثمرين، بدعم من مؤسسات مثل مركز الإبداع التكنولوجي.
كما توفر الجامعات دورات متخصصة في الذكاء الاصطناعي لتجهيز جيل رقمي يقود المستقبل.
ويمتاز الموقع الجغرافي لمصر بجعلها بوابة تربط إفريقيا والشرق الأوسط، مما يعزز مكانتها كمركز للابتكار في هذا المجال.
ومن المتوقع أن يشهد السوق نمواً ملحوظاً بفضل المبادرات الحكومية وتبني التكنولوجيا، إلى جانب الجامعات والمعاهد التقنية التي تخرج موهوبين في مجالات العلوم والهندسة.
وكما يُظهر الشباب المصري اهتماماً متزايداً بالتكنولوجيا لمواجهة التحديات العالمية مثل الأمن الغذائي.
دعم الشركات الناشئة
ووفقا لعارف، تلتزم مايكروسوفت بدعم الشركات الناشئة للانطلاق في اعمالها من خلال برنامج مايكروسوفت لمؤسسي الشركات الناشئة,
والذي يزودهم بالتكنولوجيا والموارد والخبرة اللازمة لإنشاء حلول مبتكرة جديدة وتوسيع أعمالهم في السحابة والوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية،
عبر تضافر الجهود مع المؤسسات العاملة في القطاعين العام والخاص لتحفيز الشباب على الانضمام إلى عالم ريادة الأعمال.
ولهذا عقدت مايكروسوفت شراكة مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” لاحتضان الشركات الناشئة ودعم وتدريب رواد الأعمال.
وحول الدور الذي تلعبه مايكروسوفت في توجيه المواهب الشابة، قالت عارف:
“تركز مايكروسوفت على الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا لتعزيز الإنتاجية ورضا المستخدمين.
للسعي لتمكين جميع فئات المجتمع في مصر – من الأفراد إلى الشركات -لإطلاق إمكاناتهم الابتكارية.
كما نعمل من خلال شراكات استراتيجية مع القطاعين العام والخاص، مثل التعاون مع وزارة الاتصالات ووزارة الشباب عبر مبادرة “طور وغير”، التي تدرب أكثر من 2.5 مليون شاب في 500 مركز.
كما نتعاون لتفعيل مبادرة “أجيال مصر الرقمية” لتجهيز القوى العاملة بالمهارات اللازمة في عالم الذكاء الاصطناعي”.
ولفتت إلى أن مايكروسوفت قدمت “كوبايلوت” كحل مبتكر مصمم خصيصاً للشركات، حيث يعمل كمنصة شاملة تدعم نظاماً متكاملاً وتعزز الشراكات القوية.
يهدف “كوبايلوت” إلى تلبية احتياجات الأعمال بشكل فعال، مما يتيح للشركات الاستفادة من تقنيات متطورة تسهم في تحسين أدائها وزيادة إنتاجيتها.
خدمات سحابية
تعمل مايكروسوفت على تعزيز خدماتها السحابية بدلاً من الاعتماد على مراكز البيانات التقليدية، حيث تركز الشركة على الاستدامة واستخدام مصادر الطاقة المتجددة.
تعتبر منصة أزور هي المورد الرئيسي للسحابة، مما يتماشى مع التزام مايكروسوفت بالممارسات البيئية المسؤولة، بحسب “عارف”.
و أوضحت أن مايكروسوفت تتفاعل بنشاط مع مجتمع التكنولوجيا في مصر من خلال مجموعة من المبادرات، بما في ذلك هاكاثونات وبرامج تقنية مخصصة للخريجين.
وتدعم الشركة التعاونات التقنية الأساسية، مستفيدةً من ثروة المواهب المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، أسست مايكروسوفت مركزاً هندسياً في مصر لتعزيز الابتكار والتنمية.
نقص الوعي
واختتمت “عارف” قائلةً، “على الرغم من إنجازاتها، تواجه مايكروسوفت تحديات تتعلق بزيادة الوعي حول تقنياتها وضمان استخدامها بشكل مسؤول.
وكما أن الشركة تسعى إلى وضع حلولها في مقدمة التقدم التكنولوجي، مع ضمان توفير فرص متساوية للجميع.