قناة الاثير – Al Atheer Channel

عمود اليوم /  العيد والعلاقات

نستقبل عيدًا ويغادر عيد، وتمضي الأيام محملة باللقاءات والوداعات.

الكاتب / المستشار الدكتور : يونس الصايغ

عمود اليوم /  العيد والعلاقات

Picsart_25-03-31_02-38-29-156 عمود اليوم /  العيد والعلاقات
المستشار الاعلامي الدكتور / يونس الصايغ

نستقبل عيدًا ويغادر عيد، وتمضي الأيام محملة باللقاءات والوداعات.

نقابل أشخاصًا جدد يدخلون حياتنا، بينما يغادر آخرون كانوا يومًا ما أعزاء علينا.

البعض منهم يرحل إلى دار الآخرة، مخلفًا وراءه ذكريات لا تُنسى، والبعض الآخر يغادر حياتنا لأسباب دنيوية، بعضها يكون مؤلمًا أكثر من الفقد بالموت.

في زمن أصبحت المصالح هي المحرك الأساسي للكثير من العلاقات، نجد أن الوفاء أصبح عملة نادرة، وأن العلاقات العفوية المبنية على المحبة الصادقة والأخوة الحقيقية باتت شيئًا من الماضي، أو على الأقل من النوادر التي يصعب العثور عليها.

لم يعد الفراق يقتصر على الموت فقط، بل أصبح الغدر، والجشع، والتسلق على الآخرين، وتحقيق المصالح الشخصية، عوامل تسرق منا من كنا نعتقد أنهم جزء لا يتجزأ من حياتنا.

كم من صديق تحول إلى غريب! وكم من قريب ابتعد دون سابق إنذار! والسبب في كثير من الأحيان هو تبدل القلوب وتغير الأولويات.

لم تعد المشاعر الصادقة كافية لاستمرار العلاقات، بل أصبح التقييم مبنيًا على مدى الفائدة التي يمكن أن يقدمها الشخص للآخر.

لكن، رغم هذا الواقع المحزن، يبقى هناك دائمًا أمل في العثور على أشخاص يقدرون قيمة الوفاء، ويؤمنون بأن العلاقات الحقيقية لا تُبنى على المصالح، بل على المحبة والتقدير المتبادل.

قد يكونون قلة، لكن وجودهم يجعل للحياة طعمًا مختلفًا، ويعيد الأمل بأن الخير لا يزال موجودًا.

لنحاول أن نكون من هؤلاء الأشخاص النادرين، وأن نحافظ على نقاء قلوبنا، حتى وإن تغير العالم من حولنا.

كل عام وانتم بخير وعساكم من عوادة

بقلم #المستشار_الدكتور_يونس الصايغ

Share this content:

Sourceقناة الأثير
Exit mobile version