هزة بقوة 6.5 تضرب بابوا الإندونيسية: زلزال جديد في منطقة ذات تاريخ زلزالي عريق

زلزال بقوة 6.5 يهز بابوا: تاريخ الزلازل ورصد البؤر التكتونية في الأفق

الخبر الموسّع مع الخلفية والتحليل

ضربت مقاطعة بابوا بشرق إندونيسيا زلزال قوي بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر عصر الخميس. وأفاد المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي (USGS) بأن مركز الزلزال كان على عمق حوالي 35 كيلومتراً، وعلى بُعد نحو 200 كيلومتر من مدينة جايابورا، عاصمة المقاطعة. حتى الآن، لم تُصدر تحذيرات من احتمال حدوث تسونامي، ولم تُسجَّل تقارير فورية عن خسائر في الأرواح أو أضرار مادية كبيرة.

هذا الهزة تُضاف إلى سلسلة زلازل شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية، وتبرز أهمية فهم التكوين الجيولوجي لمقاطعة بابوا والاتجاهات التكتونية التي تحرك الأرض في هذا الجزء من إندونيسيا.

خريطة الزلازل في إندونيسيا – لمحة جغرافية عامة

الخريطة أعلاه تُظهر توزيع الهزّات الأرضية في أرجاء جزر إندونيسيا بين الأعوام 1973 و 2010، مع التركيز على البؤر الضحلة والمتوسطة، وتُبرز الخطوط القشرية والتقسيمات التكتونية التي تُشكّل «حلقة النار» في المحيط الهادئ.
كما تُبيّن صورة مفصلة زلزالًا سابقًا في شمال بابوا عام 2023، لتوضيح سرعة انتشار الاهتزازات وأماكن الشعور بها.

تُظهر الألوان الكثافة الزلزالية والمناطق التي تتكرّر فيها البؤر الزلزالية، مما يلفت الانتباه إلى أن أجزاء كبيرة من إندونيسيا — لا سيما في المناطق الساحلية والجبال القريبة — تتعرض نسبياً لهزّات متكررة على مدى الزمن.

بعض الزلازل البارزة في تاريخ بابوا وما حولها

هذه الأمثلة تُظهر نمطاً متكرراً: زلازل عالية القوة تحدث من وقت إلى آخر، وبعضها يتسبب بخسائر كبيرة أو أضرار في البنى التحتية، خاصة حين تترافق مع الانهيارات الأرضية أو قرب المواقع السكنية.

التركيب الجيولوجي والسبب في تكرار الزلازل

• تقع إندونيسيا عمومًا ضمن الحزام الزلزالي المعروف بـ «حلقة النار» في المحيط الهادئ، حيث تلتقي عدة صفائح تكتونية (من ضمنها الصفيحة الأسترالية، الصفيحة المحيطية الهادئة، والصفيحة الأوراسية).

• في منطقة بابوا تحديداً، يُعتقد أن التفاعل بين الصفيحة الأسترالية وصفيحة المحيط الهادئ، فضلاً عن وجود لوحات ميكروتكتونية (Microplates) مثل لوحة “بيرد” (Bird) ولوحة “ماوك” (Maoke) يسهّلان التصادم الزاحف والقصّ الجانبي. هذا يُفسّر وجود زلازل ضحلة (أعماق قليلة) وأخرى وسطية، مع إمكانية حدوث تمزق في الصخور القريبة من السطح.

• الهزات الضحلة تُعدّ أكثر خطورة على المباني، لأنها تنشر الطاقة بالقرب من السطح، مما يزيد من التأثير الاهتزازي على المنشآت السكنية.

• تُشير دراسات علمية إلى أن نشاط الزلازل ذات القوة ≥ 6.5 في مناطق مثل قوس سوندا (جزء من إندونيسيا) في ازدياد عبر العقود، وربما تنعكس هذه الاتجاهات على مناطق أخرى ضمن الحزام الزلزالي. arXiv

تحليل الزلزال الأخير: ما الذي يمكن استنتاجه؟

1. عمق الزلزال والقوة
   الزلزال المذكور كانت قوته 6.5، وعمقه نحو 35 كيلومتراً. هذا العمق يُصنّف في الفئة المتوسطة بين الهزات الضحلة والعميقة، مما قد يخفف بعض التأثير على السطح مقارنة بهزّات بؤرها أقل من 20 كيلومتراً.

2. عدم إصدار تحذير تسونامي
   غالبًا ما تُصدر التحذيرات عند حدوث زلزال قوي في البحر أو قرب السواحل وعلى عمق ضحل جدًّا، لكن في هذه الحالة لم تُرصد تحركات كبيرة لسفوح قاع البحر أو مؤشرات لتموّجات كبيرة.

3. هزّات ارتدادية محتملة
   من النمط المعهود أن الزلزال الرئيسي يتبعه هزّات ارتدادية، قد تكون أقل قوة لكنها قد تزعزع المباني أو تُفعّل الشرخ في مناطق ضعيفة.

4. خطورة الأبنية غير المقواة
   حتى لو لم تُسجّل أضرار فورية، فإن الهزة تُشير إلى أن المباني التي لم تُبنَ بمعايير مقاومة الزلازل قد تكون عرضة لخطر لاحق، خصوصًا في المناطق الجبلية أو النائية التي تفتقر إلى إشراف هندسي.