كل يوم قصة ( سيب الإيجابية في حالها )
نبيل حريبي الكثيري
قصتنا اليوم عن برنامج كاميرا خفية اشتهر في الثمانينيات من القرن المنصرم حيث كان البعض يدخل احد المحلات لشراء قطع غيار سيارات وكان البائع يرد عليهم بكلمة واحدة فقط هي ( سيكو ) والأمور حتى الآن عادية إلى أن جاء احد الرجال الطيبين وبعد محاورة غير مجدية مع البائع الذي دوشه بكلمة سيكو سيكو سيكو قال له الرجل جملته الشهيرة ( يا زلمة سيب سيكو في حاله ).
ما لفت نظري الظاهرة الجديدة والمنتشرة هذه الأيام من بعض الخبراء كما يصفون أنفسهم وتشكيكهم في مصطلح الإيجابية الجميل الذي يبعث على التفاؤل والأمل ويترك شعورا رائعا لدى كل من يتعامل بالاسلوب الإيجابي في حياته العامة والخاصة، حيث نبشوا لنا مصطلح مناقض له وهو الإيجابية السامة او الإيجابية الهدامة، متعللين بان ليس كل الإيجابية إيجابية بل ان بعض الإيجابية سامة وتضر بصاحبها او بمن يتعاملون معه في البيت أو العمل او النادي او الشارع.
نحن ما صدقنا ان الناس تتعامل بإيجابية في معظم المواقف التي يتعرضون لها وتستمر الحياة جميلة، لكنهم يأبون ذلك حيث يكرسون جهودهم للترويج للايجابية السامة في مواقع التواصل الاجتماعي والاذاعات وشاشات التلفزة بشكل يدعوا للتشكيك في مصداقية الناس الايجابيين.
تخيل انك تنصح أحدهم بكل ود وامانة وتختم كلامك بجملة خليك متفائل وإيجابي يا اخي .. فيرد عليك .. لا تنصحني نصائحك وايجابيتك سامة وتضرني، او ان تقول لك زوجتك انت غشاش وكلامك كله كذب لأنك دائما تمدح ملابسي واكلي وتصرفاتي بإيجابية .. انت تدس لي السم بالعسل، وغيرها أمثلة كثير .. يا خبراء ارحمونا من تكتيكاتكم المستمرة باختراع طرق جديدة تهدم اكثر من ان تفيد ونصيحتي لكم .. خليكم ايجابيين وشوفوا مصالحكم بأمور مفيده تبني ولا تهدم و (سيبوا الإيجابية في حالها ) نحن نحبها وهي تحبنا.