تمثال “علي ونينو” في باتومي: رمز للحب والتسامح بين الثقافات

تمثال "علي ونينو"، الذي يُجسّد واحدة من أعظم قصص الحب المستوحاة من رواية تحمل الاسم ذاته.

قناة الأثير14 يناير 2025Last Update :
الكاتب والمحرر / د.يونس الصايغ

تمثال “علي ونينو” في باتومي: رمز للحب والتسامح بين الثقافات

تُعدّ مدينة باتومي، الواقعة على ساحل البحر الأسود في جورجيا، واحدة من أكثر الوجهات السياحية شهرة، ليس فقط لجمالها الطبيعي ولكن أيضًا لمعالمها الثقافية والفنية الفريدة.

ومن أبرز هذه المعالم تمثال “علي ونينو”، الذي يُجسّد واحدة من أعظم قصص الحب المستوحاة من رواية تحمل الاسم ذاته.


قصة الحب وراء التمثال

تروي رواية “علي ونينو”، التي كتبها الأديب الأذربيجاني كوربان سعيد، قصة حب مؤثرة في مطلع القرن العشرين بين الشاب المسلم “علي”، الذي ينتمي إلى باكو في أذربيجان، والأميرة الجورجية المسيحية “نينو”.

تعكس الرواية التحديات التي واجهت علاقتهما نتيجة لاختلاف خلفياتهما الثقافية والدينية، حيث يتشابك الحب مع الصراعات الاجتماعية والسياسية في تلك الحقبة.


WhatsApp-Image‏-2025-01-14-at-23.31.09 تمثال "علي ونينو" في باتومي: رمز للحب والتسامح بين الثقافات

التصميم الفني للتمثال

تم تصميم التمثال من قبل النحّاتة الجورجية تامارا كفيسيتادزه عام 2010، وهو عبارة عن عمل فني ديناميكي مذهل يتكون من شخصين معدنيين يصل ارتفاعهما إلى حوالي 7-8 أمتار.

ما يميّز التمثال هو حركته الآلية، حيث تتحرك الشخصيتان ببطء نحو بعضهما البعض حتى تلتقيان للحظات قصيرة، ثم تبتعدان عن بعضهما البعض مجددًا.

هذه الحركة الرمزية تمثل عمق العلاقة بين “علي” و”نينو”، حيث يشيران إلى التقارب والافتراق، كناية عن التحديات التي تواجه الحب بين مختلف الخلفيات الثقافية والدينية.

الحركة المستمرة والدقيقة للتمثال تعطيه طابعًا حيًا يجعل الزوار يشعرون بأنهم يشهدون فصلًا جديدًا من القصة.


رسالة التمثال

لا يقتصر التمثال على كونه عملًا فنيًا فريدًا، بل يحمل رسالة أعمق تتعلق بالتسامح والتفاهم بين الشعوب والثقافات.

في عالم مليء بالاختلافات، يعبر تمثال “علي ونينو” عن أهمية الحب كقوة توحيدية قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية والدينية والثقافية.


معلم سياحي شهير

اليوم، أصبح التمثال رمزًا لمدينة باتومي ومعلمًا سياحيًا يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

يتجمع الناس لمشاهدة دورة التمثال التي تستغرق حوالي 10 دقائق، حيث يشعرون بجمال الفن وقوة القصة.

كما يُعتبر التمثال مكانًا مفضلًا لالتقاط الصور، خاصة عند غروب الشمس عندما تضفي الإضاءة على المعدن المتحرك سحرًا إضافيًا.


خاتمة

يُجسد تمثال “علي ونينو” في باتومي أسمى معاني الحب والإنسانية، حيث يجمع بين الإبداع الفني والرمزية العميقة.

إنّه دعوة مفتوحة للتأمل في قدرة الحب على توحيد القلوب رغم كل الفروقات، ورسالة أمل بأن التعايش والتسامح يمكن أن يسودا بين الثقافات المختلفة.

Share this content:

Source باتومي
Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.