ثورة تقنية في عالم السفر: ملامح الوجه تحلّ محل بطاقات الصعود التقليدية
يُقبل قطاع الطيران العالمي على نقلة نوعية غير مسبوقة، تستعد لتغيير مفهوم السفر كما نعرفه، حيث بدأت ملامح الوجه تُغني عن جواز السفر وبطاقة الصعود إلى الطائرة، في خطوة ترسخ التحول الرقمي الشامل داخل المطارات.
فبحسب منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، من المرتقب خلال السنوات الثلاث المقبلة أن يتمكن المسافرون من الاعتماد على “هويتهم البيومترية” فقط، دون الحاجة لإبراز مستندات مادية.
إذ ستتيح التقنية الحديثة تحميل جواز السفر وتذكرة الرحلة ومعلومات الأمتعة على الهاتف الذكي، ضمن ما يُعرف بـ”الحزمة الرقمية”، ما يُسهّل عملية السفر ويوفر تجربة أكثر سلاسة.
بمجرد وصول المسافر إلى المطار، يُجري النظام مسحًا لوجهه ويُبلغ شركة الطيران بنيّته السفر، دون أي تدخل بشري أو وثائق مطبوعة.
كما تتولى الحزمة الرقمية تحديث بيانات الرحلة بشكل فوري، مع إشعارات تلقائية في حال حدوث أي تأخير أو تغيير.
وتطمئن “إيكاو” المسافرين بأن المعلومات البيومترية لا تُخزن، بل تُحذف خلال 15 ثانية من التقاطها، ما يقلل من فرص التعرّض للاختراق أو إساءة الاستخدام.
ويُتوقع أن يُحدث هذا التحول خفضًا كبيرًا في أوقات الانتظار عند نقاط التفتيش، ويُحسّن من كفاءة العمليات داخل المطارات، خاصة بعد اعتماد تقنية الربط التلقائي بين أنظمة الحجز، والتسجيل، والصعود إلى الطائرة.
وتدرس شركات طيران عالمية – من بينها الخطوط الجوية السعودية، الخطوط البريطانية، وإير فرانس-كيه إل إم – اعتماد هذه التقنية، التي قد تشمل في المستقبل أيضًا خصائص تحديد الموقع داخل المطار، لإرشاد المسافرين إلى بواباتهم تلقائيًا.
كذلك، ستستفيد شركات تأجير السيارات من هذا النظام عبر تلقي تحديثات فورية في حال تأخر الرحلات، لتجنّب فرض رسوم إضافية على المسافرين.
ورغم بعض المخاوف التقنية، كتلك التي ظهرت في أعقاب الخلل المفاجئ في أنظمة مايكروسوفت العام الماضي، والذي عطّل رحلات في مطارات دولية، فإن التوجّه نحو السفر الذكي يبدو حتميًا.
إنها بداية عصر جديد في عالم الطيران، حيث تكون الهوية الرقمية هي المفتاح الوحيد لعبور الأجواء.
Share this content: